بيئة آمنة!

بقلم:الكاتبة : نجلاء عمر بصفر
ولطالما سمعتُ بهذه العبارة “في البيئة المريضة المتوتر” يتهمونك بأنك عصبي وحساس وانفعالي وهجومي أياً كان نوع تلك البيئة ابتداء من بيئة البيت إلى العمل والمجتمع والجيران والأصدقاء فكل أولئك بيئة؛ يتهمونك بأنك لا تحسن التصرف في الأمور إلخ وقِس على ذلك من الصفات السلبية أولئك هم أنفسهم الذين يتحدثون عن الإيجابية.. وأولئك هم أنفسهم الذين يتحدثون عن صاحب السعيد تسعد وابعد السلبين عن حياتك؛ ولاتعلم ما هو تصنيف ما يقومون به وأين وضعوا أنفسهم لو سألتهم؟
أولئك هم أنفسهم أصحاب شعارات كن إيجابي وعيش حياتك ؛ ولك حق العيش بحرية دون أقواس طالما كُبر الأبناء وأصحاب مبدأ لا تكبرها وهي صغيرة لكن حين يخصهم ويمسهم الامر تجدهم يسارعون لتكبير الدائرة وتوسيعها حتى وان كانت صغيرة .
كل ذلك يتم في جلساتِ إقناعك بإختصار أنك سلبي وتؤثر سلبياً على المكان الذي أنت فيه إلى أن تجد نفسك يوماً ما في تلك البيئة الآمنة الهادئة الهانئة لتجد نفسك إنساناً آخر غير الذي حاولوا إلباسك ثيابه أو ثيابهم من خلاله.. نعم تجد نفسك وسط تلك البيئة الآمنة جداً المحبة جداً الجميلة بكل تفاصيلها الصغيرة قبل الكبيرة ولفتاتها المذهلة ..بناسها جميلي الطبع ليرونك بعينٍ أعادتك إليك هدوئك النفسي واستقرارك العاطفي
وهنا لا أقصد أنك أصبــــحت كمـــــــــا أوصموك بل لتدرك أنّ الإنسان حتماً يتأثر خاصة إذا كثروا ولتدرك أنك لم تكن قط في مكانٍ عادي بل كنت في حالة دفاعِ دائم عن نفسك ؛ وكأنك في قاعة محكمة وكأن الحياة بطولها وعرضها قد تحولت إلى قاعة محكمة كبرى ليدخل البعض بسبب هذه الفئة المنتشرة من الناس في ” أزمة الإثبات ”
لا أعلم متى ينقرض هؤلاء من الحياة أو بالأصح متى يلتفتون لسوء صنيعهم؟ فيتوقفوا عن نشر سمموهم النفسية على الآخرين؟ متى يتوقفوا كونهم يعتقدون أنهم ” إن يريدوا إلا إصلاحا” فأقول لهم إبدؤوا بأنفسكم أولاً فإصلاح الذات خيرُ معين لتكفي الناس شر صنائعك والتي طالما اعتقدت أنها مبهرة في حين أنها مدمرة.
لا يهمني ما تؤمن به ما يهمني هو ألا تنشر عبثك على الآخرين.. وتعتقد أنك مؤثر في حين أنك لستَ كذلك وأكتفي بهذا القدر
ودمتم بود



