مقالات

قصة وقصيدة

د.رغدة الإدريسي

د.رغدة الإدريسي

أرسل لي ابني البراء، يقول : أماه، لي صديق عزيز.. فاتته فرصة وظيفية كان يتمناها، ويطمح لنوالها، وأكثر ما زاد حزنه، وأرق ليله.. لومه نفسه أنه لم يستعد لها أفضل استعداد، ولم يحسن في مقابلة أربابها كما كان ينبغي.. وهو الآن بعد فواتها يقرصه الندم، ويقضّ مضجعه جلد الذات، وتتقاذفه الحسرات، ويظل يررد أبياتا يقول قائلها:

‏ما يذبح الرجال غير الحسايف

‏اليا تذكر فرصةً وقتها فـات

‏يصير في صدره عليها لهايف

‏وده على ترجيعها مير هيهات

‏والا الحسايف عقب صدرت عايف

‏صيحت خلا يفرح بها كل شمات

‏تعلم الرجال عض الشفايف

‏وتذوقه موته وهو مابعد مات

فهل لك يا أمي أن تكتبي على غرارها ومعارضة لها، أبيات تعزي فؤاده، وتجبر انكساره، وتقوي إيمانه، مما اعتدتِ أن تذكرينني به في كل مقابلة وظيفية أذهب إليها، وبعد كل أمر يفوتني.

فقلت: ليس الشعر النبطي بميداني، وما اعتاد أن يجري به لساني، ولايخطه بناني، ولكنني سأكتب له بقلب الأم الرؤوم، فكتبت:

ما يعرف الرجال كلمة حسايف

اليا تذكر فرصة وقتها فات

يقول مقدر ومكتوب وعارف

رزقي محدد من إله السماوات

الخلق أسباب ولا لهم وظايف

إلا يمشّون القدر كيف ماجات

لو لك رزقٍ في بعيد السفايف

يجيك ولو ضدك مليون شمّات

ولو ماهو نصيبك ترى منت بشايف

ولو تجتمع أمة محمد.. وهيهات

الخير جايك مثل السحاب الردايف

ينسّيك من زوده آهات وحسرات

بإذن الله

عوّض الكريم كل فاقد خيرا مما فقد، ورزقنا الرضا، وحسن الظن، والعوض الجميل.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى