إشراقات قرآنية (٢)

د. لينة بنت حسن عزوز
وإن من النهج القرآني الرصين قول ربنا(وَلْيَتَلَطَّفْ)
فتلطف مع نفسك والآخرين، ومع الحيوان والنبات والجماد، وتلطف في الليل والنهار، والمدخل والمخرج، والمجلس والسوق والطريق، و المسجد و المكتب والمدرسة والجامعة والحديقة..
وتلطف عند التنازع والاختلاف، وحين التنافس والتحاور، بل حتى في السراء والضراء، فليست هذه المعمورة بدار خلود !!
_(وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ)
النبلاء الكرام لا يذكرون الماضي الأليم في سياق الحاضر السعيد ، ولا يشيرون إلى الإساءة لا بإيماءة ولا تلويحة ولا تنهيدة
أمام النبلاء يتضاءل العِتاب و يتقلص أمد التقاضي وتتلاشى الضغائن وتُمحى الحسابات
بين يدي النبلاء يتعاظم العفو والصفح والإحسان
ويولد الودّ من جديد
واعلم أخي أنك لست الوحيد الذي حصلت له إساءة من أحدهم على سطح الكوكب فهناك الكثير غيرك …ولكن النبلاء قليل ، فكن منهم وأحسن كما أحسن الله إليك، والله يحب المحسنين
_﴿مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا﴾
هذا البيان القرآني يحمل في طياته لفائف الرفق والدفء، و يحشد في الحنايا الكثير من التعزيز والتعبئة!
يقرؤه الغارق في قاع الحلكة فيأخذه إلى قمة الجد والتؤدة، هذا النور ومن أحسن من الله قيلاً ! فهلمّوا إلى النور، وأبدِلوا حزن العالم وظلامه وخذلانه، أملاً ونوراً وهداية، وأضيؤوا الأبدان والأوطان والأزمان بهذا الكتاب العظيم الذي جعله الله نوراً



