مقالات

الطيور على أشكالها تقع!!

بقلم الكاتبة: نجلاء عمر بصفر

بقلم الكاتبة: نجلاء عمر بصفر

هل صحيحُ أن الطيور على أشكالها تقع؟

وهل صحيح أن القلوب على صفائها تتناغم؟
وأن الأرواح على تشابهها تتفق؟
وأن النوايا على بياضها ونقائها تُكافأ؟
وأن المشاعر الحقيقية على أشكالها تقع!!؟

ولمَ لا؟ وقد أخبرونا قديماً أن “الطيور على أشكالها تقع”، وأن الأرواح على تجاذبها تتوافق،
وأن القلوب على صفائها تتشابه وتتناغم،
وأن المشاعر المتشابهة من بعضها تقترب.

وكلٌ ينجذبُ إلى شبيهه؛ إن طال الزمان أو قصر، فالأشباه متقاربون حتى في أدقّ التفاصيل.
يا سبحان الله!

ابحثوا عمّن يشبهكم، ولا تحاولوا الاستمرار مع من لا يشبهونكم..
فتضيع أيامكم الجميلة وملامحكم العفوية البريئة، ولن تعودوا تجدوها إن احتجتموها يوماً.

ومن الطيور – والتي على أشكالها تقع – ستعرف حقيقةً طالما غابت عن بعضنا:
أنه مهما طال الوقت أو قصر، سيأتي اليوم الذي ستدرك فيه تلك الحقيقة الكبيرة العميقة المعنى.

لا تحزن لو انتهت علاقة لك مع أحدهم بعد عشرة سنين لأتفه سبب، أو بدون سبب،
لأنه يبحث عمّن يشببه.

وقد تجد أشباهك الأربعين في أرجاء الكرة الأرضية، فلا تحزن إذا غادرك أحدهم.
فيأتي ذلك الموقف الصغير جداً والتافه جداً لينهي تلك المسرحية التي نسجت منها قصة وفاء،
وليُنهي ذلك الموقف الصغير جداً كل اعتقادٍ لك أنك عزيز على أحدهم، وينهي تلك القصة.

والأهم من كل ذلك… تذكّر دعوةً لك طالما دعوت بها:
“واصرف عني برحمتك شر ما قضيت.”

فبعض الأمور أجمل لو بقيت مجهولة،
وبعض النوايا أفضل لو بقيت مغطّاة مستورة.

فسبحان الذي ستر النوايا وأخرسها،
ولولا ذلك… ولو كان للنوايا صوتٌ لُفُضح معظم البشر، فسبحانه في علاه.

فكم من علامة استفهام أنقذتنا… بل وأنقذت ما تبقى لنا من العشم، من المشاعر، من الصحة، ومن التفكير والوقت،
لنستردّها من لصوص النوايا… لصوص المشاعر، المهم أن تعود إلينا.
بل وأنقذت تلك العلامات كوننا وثقنا في الأناس الخطأ!

كوننا فكرنا بصوتٍ عالٍ مع الأناس الخطأ،
وفضفضنا للأناس الخطأ،
فنكتشف بألمٍ بالغ خيانة المنصتين.

كوننا تعاملنا بكل تلك النوايا البيضاء مع الأناس الخطأ.

لنتوقف عند هذا القدر من شرف المحاولة؛
فليس هناك شرفٌ أعظم من التوقف عن المحاولة نفسها، ومن إضاعة كل ما هو جميل.
فلم يعد هناك متسع من الوقت للخطأ، ولم يعد في العمر بقية للاختيارات الخاطئة.

فبعض الأخطاء تكلفنا عمراً،
وبعض الفرص تكلفنا ألماً وعمراً معاً.
فليس الكل جديراً بالفرصة والشرح والبقاء،
وليس الكل جديراً بالحوارات والنقاشات.

فقط أدر ظهرك بهـدوءِ الكون كله،
وأكمل طريقك دون الالتفات للوراء؛ فالالتفات متعب…
لمن تركوك في المنتصف، ولقمة لحيرة المنتصف.
أثناءها… لم يعد للحديث معنى ولا لحرفٍ واحدٍ قيمة.

ودمتم بود.

 

ماذا قالوا عنها ؟!         

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى