الأخبار العربية والعالمية

احتفال فنزويلا ومصر بالصداقة سبعة عقود ونصف من الدبلوماسية والثقافة

متابعة: صموئيل نبيل أديب

متابعة: صموئيل نبيل أديب

شهدت العاصمة المصرية القاهرة سلسلة من الفعاليات الدبلوماسية والثقافية المتميزة، اختتمت بحفل فني مبهر، أقامتها سفارة فنزويلا بمصر احتفالًا بمرور خمسة وسبعين عامًا على بدء العلاقات الثنائية القوية والممتدة بين جمهورية مصر العربية وجمهورية فنزويلا البوليفارية. وأكدت هذه الاحتفالات، التي جرت في منتصف شهر نوفمبر من عام 2025، على عمق الروابط التاريخية والأخوية التي تجمع شعبي وادي النيل والكاريبي.

نهاية احتفالية على مسرح السامر

وكانت أبرز هذه الفعاليات الليلة الفنية المشتركة التي أقيمت مساء الأحد الموافق 16 نوفمبر 2025 على مسرح السامر، حيث تحولت الخشبة إلى جسر نابض بالحياة يربط بين الثقافتين. فقد التقت الإيقاعات اللاتينية الأصيلة بالنغمات الشرقية الدافئة، في مشهد فني نادر عكس كيف يمكن للفن أن يكون لغة عالمية تتجاوز الحدود الجغرافية.

حيث قدمت فرقة “أصوات كاراياكا المبهجة” (Voces Risueñas de Carayaca) الفنزويلية، وهي مجموعة موسيقية أسطورية تأسست في عام 1950 وتُعد رمزًا للتراث الفنزويلي، عروضًا مفعمة بالحيوية والبهجة. وقد ركزت الفرقة، التي تُديرها حاليًا لوريلي بيريز إيفورا، على أداء التعبيرات الشعبية الأصيلة مثل أغاني الأجوالدوس والبارانداس المرتبطة بأعياد الميلاد، ورقصة الفوليا الأفريقية-الإسبانية، وأغاني الحلب التقليدية (كانتوس دي أوردينيو)، مقدمة بذلك رحلة موسيقية عبر تنوع فنزويلا الجغرافي والثقافي.

وفي المقابل، تألقت “فرقة رضا” المصرية الرائدة، التي تأسست في أواخر الخمسينيات بقيادة محمود رضا وعلي رضا وفريدة فهمي، بتقديم مجموعة حيوية من الرقصات الشعبية المصرية المستوحاة من تراث الريف والسواحل والصعيد والنوبة. وقد مزجت الفرقتان في نهاية الحفل بين إيقاعاتهما بانسجام فريد، ليقدما عرضًا مشتركًا يجسد أسمى معاني الصداقة والتعاون الثقافي.

وخلال الحفل، أعرب نائب وزير الثقافة المصري للشؤون الفنية، الفنان تامر عبد المنعم، عن سعادة الحكومة المصرية باستضافة هذه الاحتفالات بالذكرى الخامسة والسبعين للعلاقات، مؤكدًا على أن هذا التعبير الثقافي المشترك يعزز روابط الأخوة بين الشعبين الشقيقين. من جانبه، وجه سفير فنزويلا بمصر، اللواء ويلمر أومار بارينتوس، شكره وامتنانه للسلطات المصرية على حسن التنظيم، وللرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ووزير الثقافة إرنستو فيليجاس وبعثة “تحيا فنزويلا وطني الحبيب” على إتاحة الفرصة للفرقة الفنزويلية لمشاركة الثقافة الأصيلة لبلادها.

افتتاحية سينمائية وتكريم رمزي

لم تقتصر الاحتفالات على الفن الاستعراضي، بل بدأت بسلسلة من الفعاليات في 13 نوفمبر، تضمنت عرض الفيلم الفنزويلي “علي بريميرا” (Alí Primera) بقصر ثقافة السينما. ويحكي الفيلم قصة إيلي رافائيل بريميرا روسيل، المغني والملحن والناشط السياسي الأشهر في فنزويلا، والمعروف باسم “مغني الشعب” (El Cantor del Pueblo)، والذي تُعلن حكومة فنزويلا عن أن موسيقاه تمثل التراث الوطني. ويأتي هذا العرض تخليدًا للذكرى الأربعين لوفاته، ويُعد الفيلم أول إنتاج للبرنامج الحكومي الفنزويلي الضخم “تحيا فنزويلا وطني الحبيب”، الذي يهدف لتعزيز الهوية الثقافية من خلال دعم الأنشطة في مجالات متعددة.

وقبل عرض الفيلم، قامت السفارة البوليفارية بتكريم عدد من طلاب الجامعات الذين أتموا تدريبهم بنجاح في السفارة، وكذلك المشاركين في ترجمة الفيلم إلى اللغة العربية، مانحةً إياهم شهادات تقدير لمساهمتهم القيمة.
وفي إطار دبلوماسي، قام السفير ويلمر أومار بارينتوس، يرافقه نائب وزير الخارجية لشئون أمريكا الشمالية، وائل لطفي، بوضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري للجندي المجهول بالقاهرة، تأكيدًا على أهمية هذا التاريخ المشترك والالتزام المتبادل بتعزيز الروابط بين البلدين.

الثقافة كأداة للدبلوماسية

شهدت هذه الأحداث مشاركة واسعة من الجالية الفنزويلية والسلطات المصرية وأعضاء السلك الدبلوماسي

حضر منهم الدكتور عادل عبد الرحمن رئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق و ، و اللواء أ.ح. محمد فوزى ومعالى المهندسة قرينته م. هالة عابدين ، و الفنان الكبيرأ.د. السيد عبده سليم، و معالى الوزير  كمال أبو عيطة ، في حضور كوكبة مميزة من الوزراء والدبلوماسيين وقادة القوات المسلحة والإعلاميين والفنانين، مما أكد على المستوى المتميز للعلاقات الثنائية. وتُرسخ هذه الاحتفالات الاعتقاد بأن الثقافة تُشكل أداة مثالية لتعميق الصداقة والاحترام المتبادل والتعاون، مما يرسي أسس مستقبل مشترك حافل بالنجاحات للبلدين اللذين احتفلا بفرح وتفاؤل بمرور خمسة وسبعين عامًا من الدبلوماسية المستمرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى