مقالات

عظماء خلدهم التاريخ

بقلم الكاتبة: مرشدة يوسف فلمبان

بقلم الكاتبة: مرشدة يوسف فلمبان

ما أكثر عظماء التاريخ ولكنهم لم تحن لهم فرصة للتحصيل العلمي.. فبأفكارهم النيرة.. وصمودهم وطموحهم.. وقوة إرادتهم تمكنوا من مواكبة العصر فاستطاعوا أن ينالوامسمى العظمة وسجل التاريخ أسماءهم بمداد من نور.

سنتناول في هذه العجالة شخصية في عالم التربية والأدب والثقافة.. قامة فكرية تربوية إبداعية.. مازال إسمه يتردد على ذاكرة المهتمين بإنجازاته.

ونحن على يقين أن القياس الحقيقي لنجاح الشخص هو إنجازاته القيمة وليست بشهادة ينالها بعد تخرجه من التحصيل العلمي.. وهو ما ذكره المؤلف البارع في كتابه القيم  ” عظماء بلا مدارس”  للأستاذ : عبدالله صالح الجمعة.

سنتناول في هذا المحتوى الرائع الأديب حمد بن محمد الجاسر المولود عام ١٣٢٨هجرية ١٩١٠م حيث ولد عليلََا ولكن مرضه لم يكن حجر عثرة في طريق نجاحه.. فبالرغم أنه

إنسان بسيط غدا أحدأشهر أدباء السعودية.. وقد تعلم مباديء القراءة والكتابة.. وبعد أن تم شفاؤه أرسله أبوه إلى الرياض عام ١٣٤١هجرية.

وفي عام ١٣٤٨هجرية ألتحق بالمعهد الإسلامي السعودي بمكة المكرمة..وهي أول مدرسةنظامية تنشأ في العهد السعودي

وبعد تخرجه قام بالتدريس في ينبع أربع سنوات.. ثم تولى قضاء ضبا لمدة سنة.. ورغبته الملحة لمواصلة دراسته في كلية الآداب.. أحيل إلى عميد الأدب العربي طه حسين الذي أوصى بقبوله في الآداب.

كان الجاسر يهوى مدينة القاهرة باعتبارها مدينة حافلة بالمكتبات والمساجد.. والآثار.. والمتاحف.. والعلماء والصحف.. وهذه المدينة التي ساهمت في التأثير على الشيخ الجاسر..

وحين قامت الحرب العالمية الثانية أضطرإلى العودة لوطنه المملكة العربية السعودية.. ولم يتوقف الشيخ الجاسرعن شغفه للبحث والإطلاع.. وقد تبوأ مناصب مختلفة في وزارة التربية منها رئيسََا لمراقبة التعليم في الظهران.. ومديرََا للتعليم في نجد عام ١٣٦٩هجرية..

ثم مديرََا لكليتي الشريعة واللغة العربية في الرياض.. وأستاذََا غير متفرغ بجامعة الملك سعود..

وقد أنشأ في نجد مكتبة لبيع الكتب وهي مكتبة العرب التي تعد جزءََامن تاريخ الرياض الآن.

ولشغفه للأدب أختار طريق الصحافة حيث زاولها مهنة.. فأصدر صحيفة اليمامة فيما بعد.. وترأس تحرير صحيفة الرياض عند تأسيسها.

وفي عام ١٣٧٢هجرية تقدم الجاسر إلى الأمير سعود بن عبدالعزيز آنذاك “الملك سعود ” لإصدار صحيفة يومية بإسم الرياض فأصدرها شهرية ثم أسبوعية.. ثم يومية

وقد تم تغيير إسمها إلى “اليمامة” وإنجازاته كثيره ماشاء الله.. لا أستطيع حصرها.

وقد انتشر إسم حمد الجاسر بين أوساط المثقفين.. وكتب عنه العديد من المستشرقين.. وكبار الباحثين والمفكرين العرب.. وقد قال عنه الدكتور علي جواد الطاهر “الجاسر أشهر أدباء السعودية داخل البلاد وخارجها”

الأوسمة والجوائز التي نالها :

-وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة ويمثل هذا التكريم تتويجََا لعطاء حافل.

-كان أحد الأدباء الثلاثة الكبار الذين حصلوا لأول مرة على جائزة الدولة التقديرية في الأدب عام ١٤٠٤هجرية.

-حصل على جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة.

-تم تكريمه بمنحه جائزة الملك فيصل العالمية للأدب عام ١٤١٦هجرية.

-منحته جامعة الملك سعود الدكتوراه الفخرية.

-نال وسام مجلس التعاون لدول الخليج العربي العاشر في قمة سلطنة عمان.

وقد تجاوزت مؤلفاته الخمسين كتابََا منها مدينة الرياض عبر أطوار التاريخ،. البرق اليماني،الفتح العثماني ،تاريخ اليمن في القرن العاشر الهجري

المعجم الجغرافي في المملكة العربية السعودية،معجم قبائل المملكة العربية السعودية، القطائع النبوية

وفي يوم الخميس ١٥من جمادي الآخرة ١٤٢١ هجرية الموافق ١٤ سبتمبر عام ٢٠٠٠م توفي العلامة الجاسر في أحد المستشفيات الأميركية عن عمر يناهز التسعين..

وهكذا بفقده فقدت الحركة الثقافية والأدبية السعودية والعربية أحد رواد التنويرالذي ترك آثاره ستبقى بعده خالدة عبر الزمن لما قدمه من إرث أدبي وثقافي

رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته.!!!

Mrshdah@shafag-esa

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى