بقلم : د. عبير علي بدوي
في زمن أصبحت فيه البيانات تملأ حياتنا اليومية ، من هواتفنا إلى شبكاتنا الاجتماعية ، بات من الضروري أن نفهم كيف يمكن تحويل هذه الأرقام والمعلومات إلى معرفة تساعدنا على اتخاذ قرارات أفضل . وهنا يظهر التنقيب عن البيانات كأداة قوية ، خاصة عندما يتعاون مع الذكاء الاصطناعي ليكشف لنا أسرارًا جديدة من داخل عالم البيانات.
ما هو التنقيب عن البيانات؟
ببساطة ، التنقيب عن البيانات (Data Mining) أداة لاستخلاص الأنماط والمعارف المخفية داخل قواعد البيانات الضخمة ، بما يسهم في تحسين الفهم واتخاذ قرارات أكثر دقة. والذكاء الاصطناعي لا يقوم فقط بجمع المعلومات ، بل يتعلم منها ويطور نفسه بمرور الوقت فعندما ندمج الذكاء الاصطناعي مع التنقيب عن البيانات ، يصبح النظام قادرًا على:
• التنبؤ بالمستقبل مثل توقع المبيعات أو الطلب على منتج معين.
• التعرف على الأنماط الخفية في بيانات العملاء أو المستخدمين.
• اتخاذ قرارات ذكية تلقائيًا دون الحاجة إلى تدخل الإنسان في كل مرة.
على سبيل المثال ، تستخدم منصات مثل “نتفليكس” و“أمازون” هذه التقنيات لتقديم اقتراحات مخصصة لكل مستخدم بناءً على اهتماماته وسلوكه السابق.
وليس هذا وحسب بل تبرز أهميته في المؤسسات التعليمية بشكل أبرز في تحليل بيانات الطلاب والمستفيدين لتحسين الأداء الأكاديمي والتنبؤ باحتياجاتهم المستقبلية ، مثل التنبؤ بالمعدل التراكمي، تقدير تسرب الطلاب، وتحسين طرق التعلم الإلكتروني .
ختاما : في عالم اليوم ، لم تعد البيانات مجرد أرقام على شاشة ، بل أصبحت لغة يتحدث بها الذكاء الاصطناعي لفهم الإنسان والعالم من حوله. والتنقيب عن البيانات هو المفتاح الذي يفتح هذه اللغة، والذكاء الاصطناعي هو من يمنحها المعنى. معًا، يصنعان المستقبل الذي يعتمد على الفهم، لا على الحدس.
