دربٌ وبريق

بقلم : د.لينة حسن عزوز
تلهمني الأيام الموشّاة بالحسن ؛ الموشحة بالنُبل ، السابحة في ملكوت التسامي، النابعة من قاع التوادّ
أُراهن على أن من أشد الأشياء بؤساً على الذات أن تذيب مجد نفسك من أجل الآخرين! وأن تصهر نشوة فخرك وإعجابك ليكتمل الآخرون،د! وأن تُطفيء من بريق سلطانك ليظفر الأقران بمجد لامع ناصع! .. لكن هذا هو شأن الأحرار النبلاء، وخلق العظماء من الأنبياء
ما أسعد أن ننمو معاً، ونصعد معاً، ونستتمّ قائمين معاً، دون نظر لحظوظ نفس أو تحبير مقام.. !
ما أبهى أن تتعلم كيف تكون امرءاً خالصاً لله، عاملاً لله، ساعياً من أجل الله ..!
وما أعزّ أن تُسخر من إمكانياتك ومهاراتك ولياقتك لتجعل من الآخرين شيئاً مذكوراً مرموقاً، وتهيء لهم مكاناً عليّاً سنيّاً ! وتفسح لهم الدروب ليكونوا ناجحين منعّمين …
حقاً كيف نصنع من نزاعاتنا قصةً للتاريخ، وقصيدة للفخر؟
وكيف تَخرجُ ثمرات التسامح من أكمامها طيّبة شهية الطعم حلوة المنظر؟
كيف نُفضي إلى أشياء الدنيا ومكاسبها ومراتبها، ثم لا نعود إلا بمحامد أخروية يذهل عنها أهل الأرض ويعدّها أهل السماء عَدّاً في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى، إنه والذي نفسي بيده لهو النجاح الحقيقي..
هنيئاً لمن دحا الإحن والضغائن، وعمل على تهذيب ذاته فجلّاها وزكاها وما دسّاها!
هنيئاً لكل ذي سعةٍ أنفقَ من سَعة أخلاقه، وانتزَع الشحناء والبغضاء، وفاءَ إلى التآخي والتصافي، وفتح الأقفال، وحاول الإجفال عن المعاتبة، وهضم نفسه، و نأى عن تلميع اسمه حتى يتكامل بناء الجماعة …..
اللهم جنّبنا كل فعل معتل، و أكرمنا بكل خلق صحيح ظاهر ناصع ساطع … وبلغنا ” وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ” ..



