عمرٌ وكتاب

د.لينة حسن عزوز
أنا هنا عاشقة لِلُغة، أنسجم تحت أفيائها الرحبة الندية، وأتخذ من سُبُل التِبيان وآفاق الفصاحة ذُللالاً
أختبئ تحت الأشجار الوارفة لأمعن النظر في القوافي والأوزان والمعنى السعيد ..
أجمع الغَلّة من المتون والحواشي لا أفرق بين شيءٍ منها؛ فالكل في ذائقتي غذاء شهيّ ..
أصطفي من أفكار الكُتّاب كلَ مَعرفةٍ مُسلّمةٍ لا شِيَةَ فيها، وأسعد بكثير مما لم أحط به خُبراً؛ لأضمه إلى مدّخراتي اللغوية وخزانتي العلمية ..
يتراوح مزاجي بين الكتاب والكتاب .. لا شيء خَلاهما؛ فالقراءة عالمٌ مخمليّ، ووطن مجيد..!!
وحين أقعد من الكتب مقاعد للفهم أتحوّر كالحجر الكريم، وأرجو أن أكون سفيرة للنجوم ..
يهبط علي أمانٌ كثيف كلما التهمتُ كتاباً ذا فكرة نضرة، وتحيطني هالة ضوئية رغم ظلام الدنيا الدامس، وحين أكون في حضرة الكُتّاب الأكارم والمؤلفين الأماجد أتقمص سَمتاً مختلفاً بإطلالة مهيبة..
ربما أختلف مع طائفةٍ منهم في كثيرٍ من الرؤى والأطروحات، غير أني لا أبرح حتى أذوب معهم في قالبٍ مشترك؛ فليس المطلوب النسخ واللصق، بل المرجوّ هو الدوران حول محور العلم والمعرفة والتجربة والفكرة الرائدة ..
أَفتح الستائر، وأنتظر إشراقة الشمس لأعلن النفير نحو قمم بعيدة، حيث مع كل كتابٍ عمرٌ جديدٌ، وزمن أسمى، ويقظة أوفى، وربيع خلاب يُنبِت من كل زوج كريم ..
لا أكترث للكثير من الأصباغ والمساحيق فقد توردت وجنتاي بأحبارٍ من كتابٍ وذكرى ومتكأٍ بارد ووطن ..!



