عزة الحارثي.. قيادة استثنائية بروحٍ إنسانية


بقلم : حنان سالم باناصر
في يوم المدير العالمي نستحضر نماذج قيادية صنعت الفارق وأثبتت أن القيادة ليست منصباً بل رسالة وفناً وعطاءً متجدداً، ومن بين هذه النماذج الملهمة تبرز الأستاذة عزة الحارثي رئيسة قسم المخاطر والالتزام بإدارة تعليم جدة كخير مثال على القيادة الرشيدة التي جمعت بين الحزم والإنسانية وبين الرؤية الإدارية والروح العائلية
. تميزت الأستاذة عزة بأسلوب قيادي فريد جمع بين مختلف أنماط القيادة الحديثة، فهي القائدة التي تدير بفهمٍ عميق لأنماط شخصيات موظفيها، فتعرف متى تحفّز ومتى تحتوي ومتى تُوجّه ومتى تُنصت، اختارت أن تقود بالحب والولاء لا بالأوامر والتعليمات، فخلقت بيئة عمل تتجاوز حدود الزمالة إلى روح الأسرة الواحدة التي يسودها الاحترام والدعم المتبادل. تدير الأستاذة عزة جميع الشخصيات حتى الأصعب منها مراساً بذكاءٍ عاطفي عالٍ يجعل من كل تحدٍّ فرصة للنمو ومن كل اختلاف مساحة للإبداع، واهتمامها بتفاصيل موظفيها يتجلى في مشاركتهم مناسباتهم الشخصية ومراعاة ظروفهم الإنسانية ودعمهم في إكمال دراستهم وتطوير مهاراتهم، لم تكتفِ بالقيادة من القمة بل آمنت بتمكين فريقها فصنعت منهم قيادات الصف الثاني، ولأنها قائدة بالفطرة تركت بصمة لا تُنسى في قلوب فريقها. وإذا كنا نبحث عن صفات المدير المثالي فستجدها مجتمعة في شخصيتها؛ الرؤية الواضحة والإيمان بالرسالة والعدالة في التعامل والتواصل الإنساني الفعّال والتحفيز الإيجابي والتمكين المستمر واتخاذ القرار بثقة وحكمة والإلهام بالقدوة قبل التوجيه بالكلمة. واليوم ونحن نقترب من تقاعد الأستاذة عزة الحارثي ندرك أن خسارتها لا تُقاس بمستوى الإدارة فقط بل هي خسارة لوزارة التعليم بأكملها، فقد كانت نموذجاً للقيادة التي تُزرع في القلوب قبل العقول وتترك أثراً لا يُمحى في مسيرة كل من عمل تحت إدارتها. في يوم المدير العالمي نقول للأستاذة عزة: شكراً لأنك لم تكوني مديرة فحسب، بل قائدة ومُلهمة وأمّاً ثانية في بيئة العمل، بصمتك باقية وأثرك ممتد وذكرك محفور في وجداننا بكل فخر وامتنان.