القيادة الرشيقة .. ذكاء التكيف في عالم سريع التغير


د. هنيدة بنت نزيه قدوري
القيادة الرشيقة (Agile Leadership) هي إحدى التوجهات المعاصرة في القيادة، وتعد منهج استراتيجي لتعزيز المرونة التنظيمية والمحرك الأساسي للتغيير التنظيمي، وتهدف إلى تعزيز قدرة المؤسسة على التكيف مع التغيرات السريعة والتحديات غير المتوقعة وبناء ثقافة التغيير الإيجابي، وتبني منهجيات تعتمد على المرونة والاستجابة الفورية والتعلم والتحسين المستمر، وتعزيز المسؤولية المشتركة بتمكين فريق العمل من المساهمة في تقديم اقتراحات وحلول مبتكرة وصنع القرارات التي تدعم التحول الرقمي أو التنظيمي لخلق بيئة عمل آمنة يشعر أفرادها بالثقة والولاء والانتماء، وخلاصة ” القيادة الرشيقة دليل المؤسسات الذكية لتحقيق الأهداف بمرونة وسرعةورشاقة “تأليف مارك برايس وآخرون 2019م تقدم دليلاً عمليًا للمؤسسات الحكوميةوالخاصة ؛ لمواجهة التحديات برؤية مستقبلية بدلاً من الحلول التقليدية، فبدلاً من زيادة الميزانيات وتحمل المزيد من الأعباء،ترفع القيادة الرشيقة مستويات الأداءوتتخلص من الهدر، وتسرع الإنجاز من خلال: كفاءة التشغيل والمرونة الإدارية والاستثمار البشري الذكي، وتوظيف التكنولوجيا وخلق ثقافة مؤسسية مرنة ، وتُّعدالرشاقة عنصرًا محوريًا لتحقيق الأداء العالي، حيث تتسم المؤسسات الرشيقة بما يلي:
–الاستشعار التكتيكي: وجود آليات ذكية تبلغ
المؤسسة بأي تغيير واختيار الطريقةالمناسبة للتعامل معها.
–كوادر متأهبة: وضع الكوادر والجدارات المناسبة في
المكان المناسب للتعامل مع التغيير بطريقة مثلى.
–الوعي بالكفاءة: فهم البناء التنظيمي للمؤسسة
وتحديد نقاط الضعف والقوة؛ لاستخدامها في مواجهة التغيير.
–المرونة المالية: توفير ميزانية؛ لتلبية كل طلب في
الوقت المناسب.
–الاتصالات الرشيقة: تنوع قنوات التواصل السريعة
داخليًا وخارجيًا.
-استشراف المستقبل والوعي الاستراتيجي: توفير الخطط البديلة وزيادة كفاءة التشغيل، والقدرة على التكيف، فتبقى المؤسسة مستعدة للتعامل مع أي طارئ، للتواصل المفتوح بين الجميع فلا توجد جدران تفصل بين
إدارات المنظمة الرشيقة، مما يؤدي إلى تدفق المعلومات بين الموظفين بسلاسة وردم فجوات المعرفة بين الإدارات فيكون جميع الموظفين على دراية بالمستجدات واحتياجات المستفيدين وتوقعاتهم،
فيجد القائد مؤسسته جاهزة لمواجهة أي ظرف استثنائي لوجود فريق رشيق ذكي قادر على اتخاذ القرارات وحل المشكلات.