مقالات

وهل للكلمات أثر؟!

  بقلم/نجلاء عمر بصفر 

  بقلم/نجلاء عمر بصفر 

أبطال قصص ( اللي في قلبي على لساني ) أريد أن يطمئنوني عنهم كيف الحال؟ هل هم بخير؟ مرتاحون ؟ ما أخبارهم مع قلوبهم التي لاتخبئ شيئًا ؟ هل كل شيء على ما يرام ؟ كيف أن تلك الصراحة أفقدتهم الكثير والكثير ،على سبيل الدردشة وعلى سبيل الاعتقاد الجازم أنهم بخير طالما أن القلوب فاضية وسليمة على حد زعمهم ..

 

ولاأعتقد ذلك طالما أنهم يحملون كل تلك الأفكار وذلك الغليان ،فليكونوا بأنفسهم رفقاء رفقًا لا يأتي بصراحة تحولت في سياق الحديث إلى وقاحة ، حقيقة هم ليسوا بخير طالما أنهم يفكرون بمفردهم.. ويقررون بمفردهم في إيذاء الآخرين دون استئذان.

نعم أولئك الذين لديهم هواية عيش قصص بطولات لقصص وهمية ونهايات خاسرة ، بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، وهم يعتقدون أنهم بهذا وضعوا حدودًا لمن يريد التعدي عليهم على حد زعمهم ، وهم في الأصل يفتقدون لكامل الوعي لخطر ما يفعلون على علاقاتهم الإنسانية ،هذا لو كانت العلاقات الإنسانية ضمن أولوياتهم ،وليس إخراج ما في قلوبهم على ألسنتهم ،ذلك العضو الذي حذر منه رسولنا -صلى الله عليه وسلم -في قوله ( ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟) هذا العضو الخطير من أعضاء الإنسان الذي يكسر الخواطر، ويدمر العلاقات، وكم من كلمة رفعت قدرًا !وكم من كلمة أدخلت قبرًا! وكم من كلمة هدمت نفسًا!وكم من كلمةِ أنهت علاقة! وكم من كلمة قالت لصاحبها دعني!!

فليدعوا الكلمات في سبيل حالها، فبكلماتهم الجارحة القوية قد فكوا وثاقًا وهميًا اعتقدنا يومًا أنه من قيود الإحسان .وقد أوهموا حقيقةً غيرهم أنه إحسان وهو في الحقيقة قيد..فلا عوض للحظات إن مرت، ولا للكلمات إن خرجت ،ولاعوض للإنسان إن رحل..

فلينتبهوا لكلماتهم ،فوالله إن للكلمة لأثرٌ وعمق ٌوكسرٌ وهدم ، وإن للكلمةِ لبناءٌ وجبرٌ وخيرٌ.. فلينتبهوا لكماتهم فبعض الخسارات وإن حدثت فهي خسارات حقيقية لاعودة بعدها .

لأصحاب تلك البطولات الوهمية والذين جزموا بأنها صراحة وقد سهى عنهم أن النبي -صلى الله عليه وسلم -كان يلمح بقوله ( ما بال أقوامٍ فعلوا كذا وكذا) حقيقة أفضلُ خَلق الله وأحسن خُلقًا فمابالكم بنا نحن ؟!

أن يكون الإنسانُ صريحًا ووقحًا يجرح ويخرج أسوأ ما فيه ،ليظهر أسوأ ما في الآخرين هذا شيء ،وأن يكون صريحًا مهذبًا ففيه فرقُ كبير ..

فما بين كلمة وأخرى حرف يغير المعنى، مابين صراحة ووقاحة وهزيمة وعزيمة ،ومابين انتصارات مقابلها للنفس انكسارات ،ومابين أقصد ولاأقصد حرفٌ واحد يغير سياق المعنى والحوار ، عجبًا ماذا فعلوا بالكلمات!!

ودمتم بود

متلازمات قيمية !

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى