د. هنيدة قدوري
عندما يكون التفكير واضحًا وبسيطًا يصبح أكثر متعة وفاعلية، أما التعقيد فهو العدو الأكبر للتفكير؛ لأنه يؤدي إلى الارتباك والتشتت، ولتبسيط وتحسين التفكير يمكن استخدام نظرية القبعات الست للتفكير (Six Thinking Hats) وهي نظرية طورها إدوارد دي بونو (Edward de Bono)، وتعد إحدى أكثر الأدوات فعالية في تعزيز التفكير المتكامل والتفكير الإبداعي والنقدي ،كما تستخدم كوسيلة منهجية للمساعدة في حل المشكلات وتحسين جودة القرارات التي يتم اتخاذها على المستوى الفردي أو الجماعي ، ويمكن تطبيقها في بيئات العمل المختلفة وفي التعليم ، وكذلك في العلاقات الأسرية والاجتماعية؛لأنها تساعد على منح عملية التفكير قدرها من الوقت والجهد في التعامل مع مجريات الأحداث المختلفة، وخلاصة( قبعات التفكير الست) تأليف: دي بونو ٢٠١٨ م توضح تقسيماتها وخصائصها وأدوارها المختلفة وهي كمايلي:
١- القبعة البيضاء تمثل التفكير الرقمي ( البيانات والمعلومات والحقائق والأرقام) وتتصف بالموضوعية، وهي منهج واتجاه يتبعه المفكر الحيادي.
٢- القبعة الحمراء ( الحدس والمشاعر والعواطف) فهي تثبت أن العواطف لها دور كبير في التفكير والتأثير على القرارات ،فيمكن استخدامها في بداية الموقف ؛لتقييم المشاعر ثم في نهايته، لمعرفة التغير في المشاعر ،وهي منهج يتبعه المفكر العاطفي.
٣- القبعة السوداء تمثل التفكير السلبي والمتشائم ،وهي القبعة الأكثر استخدامًا وأهمية ،فهي قبعة الحذر وتجنب المخاطر والصعوبات وهي منهج يتبعه المفكر الناقد.
٤- القبعة الصفراء تمثل نمط التفكير التأملي الإيجابي والتفاؤل نحو المستقبل ،ويعد ارتداء هذه القبعة أصعب من السوداء ؛لأنها قبعة حكم تبحث عن القيمة والفوائد والمقترحات والفرص.
٥- القبعة الخضراء تعد قبعة الطاقة التي تمثل الإبداع والابتكار وتعتمد على منهج التفكير الإبداعي الذي يمكنه من تقبل التجديدات والتغييرات بسهولة ،والانتقال من فكرة إلى فكرة؛ للوصول إلى البدائل المتنوعة وتحسين الأفكار.
٦- القبعة الزرقاء تمثل التفكير الموجه المتحكم بالعمليات واتخاذ القرارات ،وتستخدم لإدارة وقيادة التفكير ووضع استراتيجياته (التفكير في التفكير )وتكون مسؤولة عن التلخيص والاستنتاج أثناء وبعد عملية التفكير المشتركة؛ لاتخاذ القرارات الصحيحة.
وهذه القبعات الملونة ليست حقيقية، وإنما قبعات نفسية، تساعدنا على إعطاء
كل نوع من التفكير اسمه، وتوجيه المفكر إلى التركيز على جانب واحد من الموقف ثم التعامل معه من زوايا مختلفة بالتدريب على ممارسة كل هذه الأنماط ،وارتداء قبعة كل نمط ثم خلعها لارتداء القبعة الأخرى أثناء مواجهة الصعوبات والتحديات؛ لترتيب الأفكار وتنظيمها والوصول إلى الحل الأفضل بشكل أكثر فاعلية.
