متى يطمئن الوطن

بقلم : أريج سامي الخياري
ونحن نودع شهر سبتمبر بأحداثه المميزة، و تفاصيل احتفالات ذكرى اليوم الوطني الخامس والتسعين لوطني الحبيب ..
حكى لنا والدي حفظه الرحمن مواقف من الذاكرة عبر الزمان ،حيث وضح للأبناء و الأحفاد نعمة الأمن والأمان.
ثم قال: ( حافظوا على النعمة.. إحنا تعبنا كثير .. والقيادة الرشيدة بذلوا مجهودات جبارة حتى تعيشوا نعمة الأمان و تناموا باطمئنان.. من الملك المؤسس رحمه الله وإلى الآن، حفظهم الله و بارك جهودهم )
فكما أنتم أبناؤنا ولنا حق عليكم،
أنتم أبناء الوطن و له عليكم كل الحق في الانتماء و النماء .
وكما تطمئن قلوب الوالدين بصلاح أبنائهم
، يطمئن الوطن بصلاح مواطنيه ..
ومن هنا ظهر السؤال ..
متى يطمئن الوطن ؟
وتجسدت مشاعر الأبناء في عبارة
“ماذا نفعل حتى يطمئن الوطن؟!”
حينها وضح والدي أن لهذه الأرض المباركة مكانة عند الله عز وجل،
وقد سخر لها من أنبيائه عليهم السلام ،
واستمرت قيادتنا الرشيدة في خدمة بيت الله الحرام و تكريم ضيوف الرحمن.
حكى والدي حفظه الله للأبناء كيف أن الله سبحانه و تعالى أراد لأبي الأنبياء إبراهيم -عليه السلام -أن يأتي إلى هذه الأرض المقدسة مع زوجته وابنه، وكيف خصص لها من دعائه عليه السلام.
﴿رَبَّنا إِنّي أَسكَنتُ مِن ذُرِّيَّتي بِوادٍ غَيرِ ذي زَرعٍ عِندَ بَيتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقيمُوا الصَّلاةَ فَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوي إِلَيهِم وَارزُقهُم مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُم يَشكُرونَرَبَّنا إِنَّكَ تَعلَمُ ما نُخفي وَما نُعلِنُ وَما يَخفى عَلَى اللَّهِ مِن شَيءٍ فِي الأَرضِ وَلا فِي السَّماءِالحَمدُ لِلَّهِ الَّذي وَهَبَ لي عَلَى الكِبَرِ إِسماعيلَ وَإِسحاقَ إِنَّ رَبّي لَسَميعُ الدُّعاءِرَبِّ اجعَلني مُقيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتي رَبَّنا وَتَقَبَّل دُعاءِرَبَّنَا اغفِر لي وَلِوالِدَيَّ وَلِلمُؤمِنينَ يَومَ يَقومُ الحِسابُ﴾ [إبراهيم: ٣٧-٤١]
ثم تأملنا كلمات الله سبحانه وتعالى
“ليقيموا الصلاة ،، لعلهم يشكرون ،، الحمدلله الذي وهب لي ،، ربي اجعلني مقيم الصلاة و من ذريتي ،، ربنا وتقبل دعاء ،، ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين “
و فهمنا متى يطمئن الوطن.
يطمئن الوطن
حين نرفع راية التوحيد، بتحقيق الإيمان في قلوبنا و تفاصيل حياتنا، ونسعى في أعمالنا بحسن اليقين برب العالمين ،ونلتزم بالصلاة و الدعاء وحب الخير للمؤمنين.
حتى يطمئن الوطن
نوحد الجهود بسواعد جنودنا البواسل، وعقول أطفالنا وشبابنا الموهوبين المبدعين، تتكاتف الجهود لتنشئة العقول الواعية والنفوس الراقية المترفعة عن كل رذيلة، لتحقيق أهداف الرؤية الطموح التي نجتمع بها على الخير ونحقق لنا ولأبنائنا غدًا أفضل.
وكما كانت نقطة الانطلاقة لتحقيق الرؤية هي الثروة الإنسانية من فئة الشباب، كان لزامًا علينا تقديم العناية الخاصة بمنظومة الطفولة و الوالدية.
وحتى يطمئن الوطن
ألتقي معكم أسبوعيًّا ضمن سلسلة “طفولة طموحة مطمئنة”
“اللهم اجعل بلادنا آمنة مطمئنة سخاءً رخاءً و سائر بلاد المسلمين “
اللهم آمين



