أهـلُ الفضل


بقلم : نجلاء عمر بصفر
نسمع من كبارنا في المقام والعمر والذين يعرفون قيمة الحياة الحقيقية عبارة ( خليك من أهل الفضل) وقد يفوتنا البحث عنهم وعن كيف وصلوا لهذه المرتبة العظيمة ..؟
بالتأكيد هي رحلة شاقة ومتعبة مليئة بالتحديات والمغريات .. مليئة بالمتناقضات والصراعات الداخلية جراء ما يحدث من الآخرين وردود أفعالهم تجاه بعض الأفعال المؤذية جداً من البعض هداهم الله ، بالتأكيد لم تكن رحلة سهلة ، وكيف طابقت تلك الشروط مواصفات أهل الفضل وسماتهم الشخصية! أم أنهم هم من عودوا أنفسهم على ذلك ؟ أم أنهم تربوا وسط بيئة هم من أهل الفضل ؟
فحين ذكر الله سبحانه وتعالى الفضل في كتابه العزيز ، ليخبرنا الله عن كيف يكون أدب العلاقات الإنسانية ليظهر هنا الفضل الحقيقي في قوله تعالى : “ولاتنسوا الفضل بينكم ” آية ( 237- البقرة) وذلك بالوفاء بالعهد وعدم نسيان الأشياء الجميلة ابتداءً بتلك العلاقة التي انتهت قبل ان تبدأ في كيف تكون أهمية الفضل ، فيكون الفضل هو الحكم في تلك المرحـــــــــلة وهكذا دواليك في بقية العلاقات وهنا يكون الطرف الأقوى هو صاحب الفضل الذي أستطاع الوصـــــــــــــول لهذه المنزلة العظيمة عند الله .
ففنجانُ قهوة فضل.. يلزمك ويلزمني .
مساعدة قُدمت ووقفات جادة أثناء الأزمات فضل .
وقوفك في وجه أخيك كي لا يظلم فضل.
دفع الظلم عن أخيك فضل .
وكثيرة هي صنائع الفضل فهل من مقِبل؟
وقد أخبرنا الله تعالى في قوله تعالى عن “الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما” فكونك تقابل الإساءة على الأقل بتجاهلها وعدم إيذاء من آذاك فأنت أيضاً ذو فضل فلن يضيعك الله .
حين آوى سيدنا موسى عليه السلام إلى الظل بعد أن سقى للفتاتين فقد آوى إلى ظل صنيعه دون طلب أجر ما سقى وهو مؤمنُ أنه هو الظل الحقيقي والذي سيرافقه بركة ورزقاً هو من ” أصحاب الفضل”
فكم من ظلٍ آوينا إليه فآوانا عند حاجتنا ؟ وهل آوى أحدنا إلى ظل صنيع معروفه من نوائب الدهر ؟ ومع الحياة ومعتركها ستفهم كيف أن الظل ليس ظل شمس فحسب فهناك ظلُ حقيقي حين تستظل بصنائع المعروف والتي تقي مصارع السوء .
ودمتم بود