هل سنتحول إلى ربوتات؟ !


بقلم : نجلاء عمر بصفر
مابين تقلبات الحياة. بين حزنٍ وفِراقُ ورحيل وخذلانٍ وغدرات نمر بمشاعر مختلطة لامحالة تميل إلى الحزن تارة والغضب والاستياء تارة اخرى .. وانت مطالبُ بان تختصر أحزانك لان الحياة كما يقولون مستمرة!
فهل هنا تحولنا إلى ارقوزات أو ربوتات ؟ وهل مرورنا بأزمة أو صدمة يمنع من إعطائنا الوقت الكافي لتجاوزها أم أنا مطالبون بالمرور بها مرورالكرام .
وهل التعافي يتطلب كل هذا الجهد للتعافي والتخطي أولاً من هتارات المحيطين؟ بإنك (طولتها وهي قصيرة وماصارت) ،وغيرها من الكلمات المؤذية وسط حزن أو خذلان …
وهل معنى أنك تأخذ وقتك في تجاوز أزمتك وتخطيها والتعافي منها بآمان بأقل الأضرار النفسية يعني أنك إنسانُ سلبي أو متشائم؟ او أنك لاتؤمن بالقضاء والقدر ؟
وهل مطلوبُ منك أن تعيش بلا مشاعر وأن تتجاهل كل ما يحدث لك من عوارض الحياة والتي تكسر أحيانأ من شدتها وقوتها وعمق تغلغلها في النفس ، فتتعب الروح ، ويضعف القلب ، وتنهار القوى وأحيانا نبكي وأخرى لا ، وآخرون لايبكون ويبدو أثر ذلك عليهم بعد زمنِ طويل فتظهر أثاره على هيئة مرض أو انعزال عن الناس والدخول احيانا في حالات إكتئاب بسبب الإجبار على التجاوز ( أقصد العبور) بسبب تلك العبارات المتداولة والتي فيها دعوة صريحة لنكون أروقوزات أو ربوتات مجردة من المشاعر، مشروطُ عليك ألا يتعد حزنك ( الثلاث أيامٍ فقط ) ثلاث أيام فقط دون زيادة،( فما حد فاضي لأحد فهل ترون ثلاث أيام كفيلة لمداوة أي جراح صغيرة ؟ فمابالك لو كان الفقد كبيراً وعزيزاً
وهذا ما يحدث وإلا فسوف تتُهم بالسلبية والتشاؤم ، ولايأبه أي أحد بحزنك وفراغِ تُرك في حياتك جراء فقدٍ أو خذلان، بشتى صوره، والدخول في دوامة من الصراعات والأفكار والعزلة ، وهكذا أصبح حكم الناس على الأمور بهذه السطحية بهذا التجرد من أي مشاعر لأخوة أو شريك أو صديق او أخ ، يمضون ولايبالون ، فهل تحول أولئك إلى ارقوزات مسلية أوربوتات؟
نحن لانريد توزيع الحزن ولانود احتكار أحبائنا ليظلوا معنا في أحزاننا بل هذه دعوة لأن نعطي الناس أوقاتهم لتجاوز أزماتهم وأحزانهم أيا كان نوعها بموت أو حياة ،فيسمع من مقربين عبارات …
خليك إيجابي ! لا تكون سلبي احمد ربك انت احسن من غيرك ، جاور السعداء تسعد، أنظر للجانب الممتلئ من الكوب ، وابتعد عن السلبين ، وهم يعتبرون أن السلبي من لديه مشكلات فقط ، وكأن حال لسانهم يقول لا تكثروا علينا أحزانكم وشكواكم وبالعامية ( إحنا مو فاضين لكم ) وكأن خارطة العالم خالية من الاحزان والهموم ، وكأننا مطالبون بأن نتجرد من أحزاننا ومحبتنا لمن فارقونا بحياة أو موت
فما بالكم بسيد الأمة محمداَ صلى الله عليه وسلم وقد سمى عام فقد فيه أمنا السيدة خديجة رضي الله عنها وعمه أبو طالب وابنه ( بعام الحزن) وهو نبي الأمة.
هذه دعوة لترك الناس وشأنها وعدم تصدير أجندة وهمية وهي ادعاء الفرح المطلق والإيجابية المطلقة والسعادة المطلقة فلاشيء مطلق في هذه الحياة سوى رضا الله سبحانه وتعالى.
ودمتم بود