مقالات

بنت الرجال تصبر !

بقلم : نجلاء عمر بصفر 

بقلم : نجلاء عمر بصفر 

العلاقات التكاملية والمتوازنة عادةً ما تكونُ تبادلية ما بين حقوق وواجبات مهام ومسؤوليات منوطة بكلتا الطرفين، وهذا ما أمر به ديننا الإسلامي وما أنزله الله في كتابه العزيز ، وهو الطبيعي لاستمرارية أي علاقة صحية آمنة، بعيداً عن تبادل الأدوار الأساسية أو إلقائها قسراً على الطرف الآخر .

ومن ( بنت الرجال تصبر) تبدأ رحلة التبادل المتخفي للأدوار (والعاقلة تستر على بيتها) وإلى مالانهاية له من الأقاويل .

فنتساءل هنا هل هذا طلب أم نصيحة أم أمر أم ماذا؟ وأين نصنف هذه المقولات ؟ وما هو نوع الصبر المطلوب؟ هل هو صبرُ مطلق أم مقيد ومشروط؟ فحتى (الصبر) له شروط حاله حال غيره من الأمور.. فبنت الرجال لا يرضى لها رجالها بالذل والمهانة بعد ان كانت عزيزة مكرمة. ولا يرضون لها أيضاً باتهامها بأنها (مسترجلة) بعد أن صبرت وقامت بأدوارٍ ليست لها بسبب تخلي صاحب الدور الحقيقي عن دوره في أدوارٍ وقرارات مفصلية

لا تحتمل التأخير فتضطر للقيام بذلك لإحساسها العالي بالمسؤولية والذي تعودت عليه .

فهل يكون الجزاء إلا من جنس العمل؟ وهل يكون الصبر مطلق على الجميع؟ وهل بنت الرجال تصبر على كل الأمور؟ وهل بنت الرجال تلك لو كانت ذات قربى من الدرجة الأولى ينطبق عليها الأمر نفسه أقصد (الصبر) ؟

هي تصبر على إنسان قام بواجباته ومسؤوليته ولايخلو الأمر من بعض التحديات التي قد تمر بها أي حياة تبعاً للظروف ، تصبر على أزمات أو ضائقات وتحديات الحياة سواءَ مادية أو نفسية أو صحية ، هنا يكون الصبر مشروط ، لتصبح بعدها الحياة متوازنة وكلُ على قدر( سعته الحقيقية لا الوهمية ) وهنا نقصد ليس السعة المادية فقط أيضاً السعة النفسية والأخلاقية فبنت الرجال لن تربي إنسان بالغ من جديد فلايتوقف توازن الحياة إلا عندما تبدأ رحلة تبادل الأدوار الخفية ( في الظلام ) أقصد خِلسةً وتدريجياً إلى ان يجد الطرف الأضعف نفسه محاطاً بالأثقال ومكبلاً بها برعاية المجتمع ! وباسم التعاون والمساندة إلى أن يصبح الأمر إلزامياَ.. وتقال صريحة (الحياة نص بالنص) أوف فجأة (نص بالنص؟ )

وهكذا دواليك يتم تلبيس الدور دون خجلٍ أو حياء من الله.. ولا من الناس وفي النهاية تُسمع عبارة (ما حد أجبرها تضحي)

وفي المقابل هناك تعبير أخر وبمنطلقٍ آخر وهو أن ( الرجال كالأطفال) مضحك التعبير وخطيرُ

مضحكٌ عندما توصم رجلاً هيأه الله للقوامة جسمياً ونفسياً ويكون في قوله تعـــــالى (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم)سورة النساء (34) وبعد هذا التكليف الواضح والصريح نأتي فنوصمه (بالطفل ) حقيقة الموضوع يدعو للضحك فهذا ليس مدعاة للتملص من المسؤوليات أيُ طفلٍ يا جماعة؟ لا يوجد طفل في الموضوع الحكاية اكبر وأعمق بكثير الرجل مهيأ ومسؤول لكل ذلك ورب أسرة ومسؤول عن أمن الأسرة وآمانها والذي يبدأ من ألفه وهو الصرف المادي إلى يائه وإلى مالا نهاية له من توفير وسائل الأمن المادي والنفسي والاجتماعي ، أنت ياعزيزي .. مكنك الله من تلك الأسرة، وأعطاك السلطة والتي لا تكون بالتحكم بل بالحكمة والإدارة الجيدة ولانختلف بمرور الحياة ببعض التحديات أثنائها يأتي دور( بنت الرجال التي تصبر)

ودمتم بود

 

سبحانه في علاه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى