مقالات

سبحانه في علاه

  بقلم : نجلاء عمر بصفر 

  بقلم : نجلاء عمر بصفر 

سبحان من تفضل بالعطاء فأغدق.. سبحان من علم بالزلات فستر.. سبحان من تعطف علينا بالغفران فعفا

سبحانه الذي خلق النفس فسواها.. سبحانه يعلم جولاتها وصولاتها.. ومايدور في قلوبنا وعقولنا تفعله حواسنا فتكونٌ شاهدة لنا أو علينا سبحانه في علاه يعلم دهاليز القلوب وزوايا ونوايا النفوس سبحان من يبدل حزننا فرحا.. وخوفنا أمنا.. وقلقنا هدوءً وسكنا.. سبحان من يطبطب على القلوب ويؤنس وحشة الموحشين في طرقات الحياة المظلمة إلا بذكره سبحانه من يبرأ الجروح ويداوي المريض ويشفي المبتلى العليل ويعلم وساوس الصدور فيهدئها..سبحان من يجبر من النفوس ماتهشم وانكسر ومن يمسد بيده الحانية الكريمة علينا وكأننا لم نرى حزنا( وحنانا من لدنك) مااجحد الإنسان أمام كل تلك النعم !!..

سبحانه القائل بعلمه بضيق صدر نبيه دون أن ينطق به (ولقد نعلمُ أنك يضيقً صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين) الحجر 99

وسبحان العالم بمخاوف مكتومة في الصدر وقد أضرته (وأوجس في نفسه خِيفةً موسى) طه سبحانه

لايصرف عنا أمراً إلا وفيه شرُ لنا ولايقرب منا أمراً إلا وفيه خيرُ لنا..

سبحانه وهبنا الدعاء ووقفنا له (وأصرف عنا برحمتك شر ما قضيت) فصرف عنا ماتمكسنا به ظناَ منا أنه خير ُ لنا وهو يعلم أنه شرُ لنا فصرفه سبحان من لاتدرك حكمته ضالة إبصارنا ولا بصائرنا .. سبحان من يعوض بالجميل ليُفرح قلوبنا ويبتلينا ليضاعف لنا الأجور .. سبحان من أغلق أبواباً حاولنا فتحها بقصور فهمنا ليحمينا وليفتح أبواباً هي لنا خيرُ ومسرات ..وسبحان من أظهر الجميل منا وستر القبيح ..

سبحانه يعلمُ مخاوفنا ويدرك مخاطرنا فيبدلها آمانا.. وهو القائل جل في علاه (وأصبح فؤاد أم موسى فارغا) القصص- فيطمأنها بقوله (إنا ردوه إليك) بل وتتزايد عليها وعلى وليدها العطايا الرحمانية الإلهية في قوله تعالى (وجاعلوه من المرسلين) أي رحمة تلك التي أدركت أم موسى وفؤادها الذي كان فارغا؟! والمتحدث إلى نفسه وكتمها خوفاً على ربيب قلبها من الإيذاء لا يعلم حديثه سواها فعلمه الله فملىء قلبها طمأنينة ودبر أمرها وكان صدق إجابته واقعاً برده إلى حضنها ليهدأ خفقان قلبها وتعود إليها الحياة، بل وجهزه ليكون من المرسلين وهو أرحم بنا من تلك الأم بابنها .

سبحان من فجر تحت قدمي إسماعيل زمرنا في أفق الدجى كانت امه حائرة بين المروة والصفا

فلازال يشرب ُ منه العالمين طول المدى

سبحان من دبر أمرنا باستخارة لأمورٍ عجزنا بضعفنا وقصور فهمنا وضالة حكمنا عن اختيارات حياتنا بدونها سبحان من أخرجنا من دهاليز الأزمات إلى نور الفرج ومن سخر لنا القلوب والعباد ..

سبحانك يارب ماأرحمك وماأعظمك

فسامحنا يا الله إن تجاوزنا حدود اليأس وتمكنت منا لحظات ضعفنا بأنه لا مخرج من ضوائقنا ففرجتها بقولك ( كُن فيكون ) فكانت همّا وأصبحت فرجاً ورحمة ..فرحمتك أوسعُ لنا .. سامحنا ياالله إن عصيناك بمحض إرادتنا الضعيفة.. وسامحنا ونحن نغفل وسامحنا إن صلينا لك بنصف قلبِ أو نصف ذاكرة أو أقل من ذلك..

اللهم رٌدنا إليك رداً جميلاً وهدأ روع أنفسِ أيقظ مضاجعها القلق والتفكير

ولاتُشهد اللهم علينا جوارحنا بمنكرِ أو شر أو ذنبٍ، فعلناه بقصور وضعف منا بل اجعلها اللهم شاهدةُ لنا بكل خير وصلاح وإصلاح ولاتمكن اللهم منا شياطين الإنس والجن واصرفهم عنا يا الله ..

اللهم إنا نعوذُ بك من السلب بعد العطاء ومن الضلال بعد التوبة ونعوذُ بك من قلبٍ لا يخشع ومن عينٍ لا تدمع ومن دعوة لا يستجاب لها.. آمين

السعودية العظمى

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى