يوم للوطن وأيامنا كلها للوطن

د. مشاعل الغفيلي
يوم للوطن تستدير به مجرة الكون لتقول للعالم «عِزُّنَا بِطَبْعِنَا » شمسٌ وتشرق من إطلالته النور أنا الفخر وانا العز والكرم : ذا ديني وذاك وطني .
يعود يومنا الوطني مجده إلى 17 جمادى الأولى سنة 1351هـ الموافق 23 سبتمبر 1932م، حينما أعلن الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه –بتوحيد أرجاء هذا الوطن تحت راية واحدة واسم خالد: المملكة العربية السعودية. ومنذ ذلك الحين تعاقب الأبناء على البناء والعطاء وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وحتى اللحظة تسير المملكة بخطى واثقة لتؤكد للعالم اجمع ان عزها متجدد، ومجدها ممتد حينما قال الملك سلمان -حفظه الله-: «هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجًا ناجحًا ورائدًا في العالم»
يوم للوطن وأيامنا كلها للوطن , لحظة ميلاد وطنٍ جديد، وبداية مسيرة نهضةٍ عظيمة أضاءت سماء الجزيرة العربية، لتصبح المملكة منارةً للمجد، ومهوى للفخر والاعتزاز منذ تأسيسها ، و بوتقة حضارية يحمل إرث أرض لم يكن يومًا على هامش التاريخ، بل كان مركزًا لتلاقي الحضارات وهو ما تعكسه قيمة الأرض والإنسان السعودي في قلب المشهد التاريخي حينما نستحضر في حياتنا كل القيم الأصيلة والمفاهيم ويكرم فيها الوحدة الوطنية تحت الراية، ونحتفي بالإنجازات وتضحيات الأجداد ويغني الوطن للمجد ويمجد الشعب للفخر معنى.
يوم للوطن يحمل شعار « عِزُّنَا بِطَبْعِنَا » ليس مجرد عبارة احتفالية، بل تجسيد لرؤية ثقافية وسياسية عميقة لاتعرف الا المجد ولا تكتب الا التاريخ . عبارة تعبر عن سمات وطن متجدد بالمعنى والقيمة كريم بعقيدته , عظيم بتاريخه , شامخ بشعبه وابناءه.
و مع رؤية السعودية 2030، تسير المملكة نحو مستقبلٍ يوازن بين الأصالة والحداثة، ويعزز الهوية الوطنية باعتبارها مصدر قوة وانطلاق. وجاء هذا الشعار «عزّنا بطبعنا» ليؤكد أن الاعتزاز لا يُستورد ، بل يتجذر في القيم السعودية الأصيلة مثل حجر الأساس الذي يحفظ خصوصية المجتمع السعودي ويعزز استقراره وانتماءه، فتظل «عزّنا بطبعنا» حقيقة تعيش وتُروى جيلًا بعد جيل.
يوم للوطن وأيامنا كلها للوطن ترفعنا عاليا مع مقولة ولي العهد عراب الرؤية الامير محمد بن سلمان: «طموحنا عنان السماء»، ليؤكد ان النهضة لاتتوقف عند حد، حيث الماضي العريق يتصل بالمستقبل الواعد عبر رسالة واحدة تجمع بين الإيمان والطموح والثقة بان القادم اجمل حيث يُرفع الأذان من قلب كل المدن فيذكرنا بعراقة الروح وأصالة الوجود. وفي الجهة الاخرى تعلو شعلة الابتكار والتقنية، حيث تنهض مراكز العلوم والمعرفة، مشرّعة أبواب المستقبل أمام كل إنجاز جديد وصرح شامخ يحكي للعالم قصة وطن :
“يحمل همم يحمل عزم فوق القمم مرساه ، يقود العاديات السابحات النادرة في الخيل ».
اليوم الوطني هو جسر بين الماضي والمستقبل، بين تضحيات الأجداد وطموحات الأبناء، بين وحدة متجذرة ورؤية طموحة. يوم نستحضر فيه عظمة التاريخ، ونحتفل بمنجزات الحاضر، ونعاهد أنفسنا على بناء مستقبل يليق بوطنٍ عزيز شامخ.
دامت المملكة العربية السعودية مجدًا متجددًا، ودام شعبها متحدًا .
وكل عام والوطن بخير بعمل سديد وفعل رشيد واثر مديد .



