مقالات

أزمة إثبات

بقلم :  نجلاء عمر بصفر                                                  

بقلم :  نجلاء عمر بصفر                                                  

لازلنا نعيش ” أزمة الإثبات ”  وكأننا متفرغين فقط لإثبات شيء ما لأشخاص معينين .

في يومْ ما .. قالت لي إحداهن عندما مررت بموقف إساءة وإتهام عبارة :  ” اثبتي لهم العكس ” لأنك على حق .. وقتها وبعد محاولات عدة لإثبات خلاف ما قيل ، باءت جميع محاولاتي بالفشل وشعرت بخيبة الأمل حينها ، في الوقت الذي لم أكن أدرك او أعي فيه خطأ ما أفعله بحق نفسي .

وبدأتَ بعدها تجول بخاطري فكرة من يستحق منا لإثبات شيء ما؟ وما الفائدة التي سنجنيها سوى خسارة للصحة والوقت والمشاعر ؟

استرجعت أثنائها حروب الإثبات التي انتشرت ، وهكذا دواليك فمواقف الحياة المختلفة ومع أشخاص مختلفون في المكانات والأماكن ، ، هي محاولة لإثبات شيءٌ ما ، للطرف الآخر وتمر بنا الحياة وتضيع أجمل اللحظات مع أناسٍ للأسف اعتقدنا يوماً أنهم يفهون ما نقصد لا أن نضيع وقتنا في إثباتات لأشياء هي اقراب ما تكون أو وصفها بأنها تافهة ، وقوية أحيانا أخرى لدرجة تدعو إلى مفارقة ذلك الشخص إذا لم تبثت صحة كلامك أو وجهة نظرك أو براءاتك وكأن الحياة بطولها وعرضها قد تحولت إلى ساحة محكمة كبرى وساحة معارك خفية ضارية ، ينجو فيها من يثبت !، وهكذا نحن اليوم ومنذ زمن نمر بمرحلة اسمها ( أزمة إثبات) أثبت لهم أني بريئة ، أثبت لهم أني الأفضل ، أثبت لهم استحقاقي لشيء قدلايكون لي فيه الحق ، وأثبت لهم أني على حق وأني الرقم (1) في حين أني لستُ كذلك ، لا أعلم إلى أين ستأخذنا هذه الأزمة؟ والتي هي مشكلة حقيقية يمر بها المجتمع والناس ، أصبح كلٍ منهم يريد أن يثبت شيئاً ما ، وليتهم يعلمون أن إثباتك من عدمه لن يغير حجم الكرة الأرضية ولن يزيد من دقائق عمرك ، ولن يزيد من أرصدتك العطائية ، ولن يغير في حياة الآخرين شيء سوى أنك أضعت أفضل أيامك وأجملها فقط لمجرد الإثبات وتمر الحياة وتضيع اللحظات والفرص ويفوت الجمال وتضيع تفاصيلنا البسيطة بكل جمالياتها ونحنُ نحاول أن نثبت ..

ما رأيكم لو تركنا حروب الإثبات للهروب من شيءِ لا نعلمه وإثبات لشيء قد لا نعلمه أيضاً , وهل كل تلك الحروب الخفية أهم من سلامنا الداخلي وهدوؤنا النفسي؟

وقفة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى