التغيير قرارك… فمتى تبدأ؟


بقلم : حنان سالم باناصر
قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ [الرعد: 11].
هذه الآية الكريمة تؤكد أن مفتاح التحول الحقيقي يبدأ من الداخل. فلا أحد يستطيع أن يغيّر حياتك ما لم تتخذ أنت القرار أولًا.
لكن ما الطريق؟ وكيف ننتقل من واقعنا الحالي إلى حياة أفضل في الأسرة أو العمل أو أي جانب آخر؟
الجواب يمكن اختصاره في خمسة عناصر أساسية:
1- القناعات: البوصلة التي تقودك
قناعاتك هي ما يشكل نظرتك للحياة. من يقتنع أنه عاجز لن يتحرك خطوة، بينما من يؤمن بقدرته يفتح أمامه فرص النجاح. القناعة ليست مجرد فكرة، بل هي البوصلة التي تحدد اتجاهك ومصيرك.
2- الاهتمامات: وقتك يصنعك
أين تذهب ساعات يومك؟ هذا هو السؤال الفارق. اهتماماتك هي التي تبني شخصيتك. من يقضي وقته في التعلّم والتطوير، يختلف كليًا عمن يضيّع وقته فيما لا يفيد. إذا أردت تغيير نفسك، فابدأ بتغيير اهتماماتك، واستثمر أوقات فراغك فيما يضيف لقيمتك.
3- المهارات: لغة النجاح في زمن جديد
لم يعد سوق العمل اليوم ينظر فقط إلى الشهادات، بل إلى ما تجيده بمهارة. مهارة في التواصل، أو التقنية، أو القيادة، قد تغيّر مسارك المهني والحياتي. نحن نعيش زمن المهارات، وزمن من يتقن عمله بذكاء وبأقل جهد ممكن. لذلك، تعلّم ودرّب نفسك باستمرار، فالمهارة هي رأس مالك الحقيقي.
4- العلاقات: شبكة الأمان والنجاح
النجاح لا يُبنى بمعزل عن الآخرين. ما يميز الإنسان ليس عقله فقط، بل ذكاؤه العاطفي وقدرته على بناء علاقات إنسانية متوازنة. العلاقات الإيجابية تمنحك دعمًا، وتفتح لك أبوابًا لم تكن تتوقعها. تذكّر دائمًا: نجاحك يكبر مع من حولك.
5- القدوات: نماذج تلهمك
وجود قدوة في حياتك أشبه بمصباح ينير الطريق. قد تكون القدوة شخصية تاريخية، أو معلّمًا، أو حتى قريبًا من العائلة. الأهم أن تختار قدوتك بوعي، لأنك ستتأثر بها وتتشكل على خطاها من حيث لا تدري.
ختامًا .. الحياة لا تنتظر، والوقت لا يرحم. إمّا أن تتغيّر لتصنع مستقبلك، أو تبقى أسير ظروفك. القرار بيدك وحدك: أن تظل كما أنت، أو أن تبدأ اليوم لتصبح الشخص الذي طالما حلمت أن تكونه.